يأيت هذا العمل بني يدي القارئ مع مرور ست سنوات عىل وفاة والدي
د.حيدر عبد الشايف وذلك يف 25 أيلول/ سبتمرب من العام 2007. وعند
إجراء مراجعة رسيعة للمبادئ والقيم التي كان يرددها بصورة دامئة، نجد
أننا ما زلنا بحاجة لها ملعالجة العديد من املشكالت السياسية واالجتامعية
التي نعيشها.
نحن ما زلنا نعاين من غياب النظام ومبدأ سيادة القانون، كام ما زلنا
بعيدين عن القدرة عن تحديد األهداف وصياغة الخطط والربامج القادرة
عىل تحقيقها، وما زلنا غري موحدين ، حيث استمرار االنقسام وتقديم
املصالح الفئوية والحزبية والعائلية عىل املصالح الوطنية والجامعية ، وما
زلنا بحاجة إىل لغة التسامح وتقبل اآلخر بعيداً عن آليات اإلقصاء ولغة
القوة بعقلية دميقراطية تحرتم الرأي اآلخر وتستمع إىل النقد البناء وتراعي
بها حقوق األقلية وليس فقط حق األغلبية بالحكم .
إن احتياجنا لتلك املبادئ التي كان يلخصها والدنا بأزمتي األخالق
والنظام، يدفع العديد من الحريصني عىل مبادئه وأفكاره إىل تعميم
تجربته الشخصية والرتكيز عىل تلك املبادئ والقيم التي إذا ما استحسن
تبنيها فإنها ستساهم بالرضورة يف إخراج شعبنا من أزمته ، وستساهم
يف متتني البيت الداخيل وزيادة وحدته ومتاسكه كرشط رئييس الستكامل
مهامت الكفاح الوطني يف مواجهة االحتالل وعىل طريق تحقيق أهداف
شعبنا بالحرية وتقرير املصري والعودة .
إننا إذ نثمن هذا الجهد، الذي يقوم به األخ محسن أبو رمضان وهو
الذي كان مقرباً من الفقيد بالعقدين األخريين من حياته، فكلنا ثقة بأن
6
ضمير الشعب :: الدكتور حيدر عبد الشافي
يتم االستفادة منه وخاصة لألجيال القادمة التي تنشد العيش بحرية
وكرامة تستند إىل تحقيق مبادئ الدميقراطية والعدالة االجتامعية والحكم
الرشيد .
إن أفضل تكرمياً لوالدنا يف هذه الظروف يكمن يف إنهاء االنقسام
وتحقيق الوحدة الوطنية واستعادة الدميقراطية املفقودة يف إطار النظام
السيايس الفلسطيني ، ويتجسد التكريم ايضاً يف قدرة شعبنا خاصة قادته
عىل تقديم املصلحة الوطنية العامة عن الفئوية والخاصة، ويف تعزيز
الثقافة الدميقراطية التي ستساهم وحدها يف متاسك النسيج االجتامعي
الداخيل مبا تتطلبه مرحلة التحرر الوطني التي تستلزم تحقيق وترجمة
واحدة من املبادئ الرئيسية التي كان والدنا يرددها وهي الوحدة الوطنية
بوصفها السالح األمىض يف مواجهة كل التحديات .
عن أسرة د. حيدر عبد الشافي
صالح عبد الشافي