لا يوجد لدينا حتى الان فهم دقيق وشامل لسرعة واتساع هذه الثورة ، اخذين بعين الاعتبار وجود مليارات من البشر متصلين باجهزة الهواتف النقالة ،و ظهور معالجات هائلة لديها قدرة على التعامل مع مليارات من البيانات في لحظات، بالاضافية الى قدرات تخزينية عالية جدا وقدرة وسرعة للوصول الى المعلومات بشكل غير مسبوق . او التفكير بالتطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا وما وصلت اليه في عدة مجالات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، والروبوتات، وإنترنت الأشياء ( IoT) المركبات الذاتية الحركة ، الطباع ثلاثية الابعاد ، وتكنولوجيا النانو، التكنولوجيا الحيوية، وعلوم المواد، التخزين و الطاقة والحوسبة الكمومية، وهذا غيض من فيض ، ومع ان العديد من هذه الاختراعات والابتكارات ما زالت في بدايتها ، الا انها قد بدات في الفعل واصبحت في مجال التطوير والتحديث اليومي المستمر ، وباتت تشكل منعطف هام وحيوي في مجال تداخل التكنولوجيا وترابطها مع بعضها البعض ، فقد اصبحت هذه التكنولوجيا تضخم بعضها البعض وتساعد كل منها في نمو الاخر وتطوره وضمن شبكة معقده من المزيج التكنولوجي عبر العوالم المادية والرقمية والبيولوجية .
وعلى الصعيد الاجتماعي فهنالك نقلة نوعية قائمة حاليا في مجال الطرق التي نتواصل ونعبر بها ، وكذلك كيف نعبر عن المعرفة والطرق التي نعبر فيها عن انفسنا ، كما يجري الان اعادة تشكيل الحكومات والمؤسسات وكذلك نظم التعليم والرعاية الصحية والنقل وغيرها الكثير . كما ظهرت طرق جديدة لاستخدام التكنولوجيا لتغيير السلوك في الانظمة والانتاج والاستهلاك ، والحفاظ على البيئات الطبيعية ، فالتغيرات تارخية من حيث حجمها وسرعتها و نطاق عملها .
وحيث ان الغموض وعدم اليقين التام يحاصر اوضاع واعتمادات التكنولوجيا الناشئة ، فهذا يعني اننا لانعرف حتى الان كيف لهذه التحولات والتعقيدات والترابطات بين القطاعات ستساهم في الثورة الصناعية القادمة وسترسم معالم المرحلة القادمة من عمر البشرية ، وخصوصا ان جميع اصحاب العلاقة والمصلحة في المجتمع العالمي من حكومات ورجال اعمال واكادميين ومجتمع مدني عليهم مسوؤلية للعمل معا من اجل فهم افضل للاتجاهات الناشئة في هذا القطاع الحيوي والهام .
الفهم المشترك امر بالغ الاهمية ولا سيما اذا اردنا تشكيل المستقبل المبني على التعاون والذي يعكس الاهداف والقيم المشتركة ، يجب ان يكون لدينا رؤية مشتركة وشاملة لكيفية ان التكنولوجيا ستغير حياتنا وحياة الاجيال القادمة وكيف ستعيد صياغة السياق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والانساني في حياتنا .